اشارت صحيفة "الاخبار" الى ان العواصم الأوروبية تبدو بدورها مستعجلة للحصول على مكاسب سياسية على وقع ما تعتبره إنجازات للعدو، خصوصاً انتخاب رئيس للجمهورية تحت النار. وقد تناولت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت الملف الرئاسي خلال لقائها الرئيس بري قبل أيام، مشيرة إلى "ضرورة الدعوة إلى جلسة انتخابية في مجلس النواب في أسرع وقت".

ومع أن بري كان واضحاً في رده على الدبلوماسية الأوروبية بأن "الوقت غير مناسب لانتخاب رئيس الآن، لأن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي والأولوية الآن لوقف إطلاق النار"، إلا أن بلاسخارت بدت مصرّة على مطلبها، لافتة إلى أن "انتخاب الرئيس يمكن أن يكون مفتاح الحل وقد يؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، ما دفع بري إلى الرد عليها بالقول: "إنه بصرف النظر عن وجهة النظر هذه، هناك كتلة كبيرة في مجلس النواب هي كتلة الوفاء للمقاومة التي يتعيّن على أعضائها المجيء إلى الجلسة فيما هم معرّضون للاغتيال وهناك تهديد إسرائيلي واضح باستهدافهم"، سائلاً: "هل هناك ضمانات بعدم استهدافهم وهم في طريقهم إلى الجلسة أو حتى خلال تواجدهم في مجلس النواب وتحديداً رئيس الكتلة النائب محمد رعد؟ وهل هناك ضمانات بعدم حصول ذلك؟"»، فأجابت بلاسخارت بأن "أحداً لا يمكن أن يضمن عدم حصول ذلك".

منع الفتنة

وذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن الحراك المحلي الذي يقوم به عدد من الأفرقاء يحمل عنوانا واحدا وهو كيفية الوصول إلى التهدئة ومنع الفتنة وتحدثت عن أولوية وقف إطلاق النار مشيرة إلى التحرك الجدي الذي يقوم به النائب السابق وليد جنبلاط في هذا السياق وكلامه عن العودة إلى اتفاق الطائف.

ورأت هذه المصادر أن هذا الموقف الذي يكرره جنبلاط المقصود منه التسلح ببنود هذا الأتفاق من أجل التقدم بالدولة.

اما رئاسيا، فأعتبرت ان ما من بوادر جديدة، لأن ما من مؤشرات جديدة في ظل غياب التفاهم وانقسام الرأي بشأن أولوية الأنتخاب أو أولوية وقف إطلاق النار.

ديبلوماسية بلا فعالية

واشارت "الجمهورية" الى ان نتائج حركة الاتصالات الدولية السياسية والديبلوماسية تؤكّد أنّها لم تدخل بعد نطاق الفعالية التي يمكن ان يُبنى عليها. ويبرز في هذا السياق ما أبلغه مسؤول رفيع رداً على سؤال عمّا اذا كانت ثمة إمكانيّة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النّار على جبهة لبنان في المدى المنظور: "تتفق القراءات والمقاربات للميدان العسكري على أنّ من المبكر الحديث عن هذا الامر، طالما أنّ ما يُحكى عن حركة اتصالات ديبلوماسية تسابقه، لا تتسمّ حتى الآن بالحدّ الأدنى من الجدّية والفعالية والصدقية، لإنضاج فكرة وقف إطلاق النار. يُضاف إلى ذلك أنّ ميدان المواجهات والعمليّات المحتدمة لم يقل كلمته الاخيرة بعد». واستدرك قائلاً: «بعض التقديرات تذهب بعيداً في تفاؤلها إلى حدّ الجزم بأنّ وقف إطلاق النّار سيحصل فجأة ضمن فترة زمنية منظورة، ومردّ ذلك إلى استحالة تحقيق الاهداف الكبرى".

مراوحة

إلى ذلك، كشف مصدر ديبلوماسي لـ"الجمهورية"، انّ فرنسا وقطر تتحركان بزخم في هذا المجال، وتبذلان جهوداً كبرى لحشد الدعم للبنان ووقف العدوان الاسرائيلي عليه. لافتاً الى انّ إنضاج هذه الجهود وجعلها مثمرة، لا يكتمل من دون الشراكة المباشرة والفاعلة للولايات المتحدة الاميركية في هذه الجهود".

وفي اعتقاد المصدر الديبلوماسي عينه، فإنّ "حركة الاتصالات في الوقت الراهن ستراوح لبعض الوقت في دائرتها الحالية، ومردّ ذلك الى دخول الدول في مرحلة ترقّب وجهة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية في الخامس من تشرين الثاني المقبل. التي تصبح بعدها وجهة الامور اكثر وضوحاً مع الادارة الاميركية الجديدة سواء فاز دونالد ترامب او نائبة الرئيس الاميركي كامالا هاريس، وفي ضوء ذلك يتحدّد مسار الاتصالات التي وكما هو معلوم، للولايات المتحدة الكلمة الأساس في صياغة الحل الديبلوماسي لمنطقة الحدود الجنوبية".